نقد النظرية الثيوقراطية السياسية

Autor: حسام كصاي حسين
Kategorie:
Popis: تفتقر الأمة العربية والإسلامية إلى مسألة التنظير بكل جوانبه الفلسفية والسيوسولوجية, وغيرها, رغم إنه _ أي التنظير _ مسألة ذات اهمية بالغة, وضرورية لضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع, المُحبل بظواهر متجددة تعبر عن مجتمع حداثي جديد ولاد للظواهر المعاصرة في موضوع الدولة أو الدين أو كلاهما أو موضوع السياسة أو الديمقراطية أو غيرها. ورغم إننا تأخرنا في مضمار التنظير لقلة الباحثين المختصين بهذا الشأن, ومجافاة الكثيرين منها لعدم وضعها في سُلم أولوياتهم, إضافة إلى ان الكثير من هذه النظريات تُطرح بصياغة فلسفية يصعب الكثيرين من قبولها أو فهمها على الأقل, وهو أمر بحد ذاته صار عائق معرفي أخرنا وقدم غيرنا في مضمار الانتقال من مرحلة الماهية إلى مرحلة الوجود والتطبيق العملي للفلسفات والأفكار والطروحات الفكرية, والبحث عن نظريات أكثر تطور وتقدم, وهو امر بالغ الخطورة على مسلك الأمة العربية التي أخفقت مراراً من التأسيس لنظريات تعالج بها ظواهر أبنة الواقع العربي والبيئة الإسلامية, إذ كيف لنا ان نحدد مسارات الأمة والظواهر التي تعمل في فلك الدولة والمجتمع بدون تأصيل تاريخي لها. متى نتجاوز هذه العبارة'الفكر والنظرية.. إلى أين', وننتقل إلى مرحلة'الممارسة والتطبيق', إنها مسألة مهمة وخطيرة في حياة المجتمع العربي الإسلامي, إنها مهمة صعبة لكن ليست مستحيلة, تحتاج إلى تصفير خرافات وهرطقات العقل أولاً وترشيده وتوجيهه بطريقة سليمة, فالوضع الإنساني الذي يحيق بالأمة ويُهدد وجودها وكيانها وهويتها ويواجه مصيرها يدفع بنا, ويلق على عاتقنا مسؤولية جسيمة ومهمة قصوى من أجل البحث في مصير هذه الأمة والسعي الدؤوب إلى بلورة ممارسة عربية أو تطبيق عملي للنظريات التي جايلت كل مراحل تطور المجتمع العربي الإسلامي دون ان تنبثق أو تنوء بحملها بنفسها للإنتقال من الماهيات إلى الوجود, إلى حالة المعايشة وصب تلك الأفكار بقوالب ممارسة عربية تعكس الجوانب الإيجابية للتراث.
Databáze: eBook Index