جهود الأوروبیین فی تحریر أسراهم بإیالة طرابلس الغرب 1551-1832 م

Autor: Samah Ibrahim Mansour
Rok vydání: 2014
Zdroj: مجلة کلیة الآداب.بنها. 37:637-670
ISSN: 1687-2525
Popis: شهدت مساحة البحر الأبيض المتوسط بداية من مطلع القرن السادس عشر اشتباکات بين المسلمين والأوربيين على خلفية حرکة الاسترداد المسيحي لشبه جزيرة أيبيريا، تمکن المجاهدون المسلمون من تکبيد التجار الأوربيين خسائر کبيرة مادية وبشرية، ولعبت دول شمال أفريقيا دورا حيويا في حرکة الجهاد ضد الأوربيين، وهي الحرکة التي أطلقت عليها المصادر الأوربية مصطلح (القرصنة)[(*)]، وقد ترتب على حرکة الجهاد تراکم أعداد الأسرى في المدن الکبرى في شمال أفريقيا ومنها طرابلس الغرب، وکان على الأوربيين أن يبذلوا جهدهم لافتداء هؤلاء الأسرى. يعد الافتداء رکنا أساسيا وواجبا مقدسا عند المسيحيين، حيث بذلوا جهودا عظيمة في تحرير أسراهم انطلاقا من تعاليم دينهم. وقد شارک في تحرير الأسرى الأوروبيين الملوک ورجال الدين وعامة الشعب وبذل کل منهم ما بوسعه لتحقيق هذا الهدف النبيل، کما انتهز اليهود ذلک لتحقيق الثروات. ولقد ذکرت المصادر التاريخية مواقف کثيرة تدل على تسامح الطرابلسيين وإنسانيتهم إزاء هؤلاء الأسرى، ففي أحيان کثيرة کان الطرابلسيون يستغلون المناسبات الاحتفالية لاسيما الدينية منها، فيمنحون الحرية لعدد من الأسرى مصحوبة بمظاهر الفرح والابتهاج ومنهم من يکون إطلاق سراحه مکافأة له باعتباره أسيرا ماهرا قدم خدمات مهمة. ويعد هذا البحث محاولة تتمحور حول ما بذله الأوروبيون من جهود لتحرير أسراهم. کما کان من أهم الأسباب التي دفعتني إلى دراسة هذا الموضوع: ندرة الدراسات الأکاديمية التي تناولت هذا الموضوع بالرغم من أهميته کما يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن تساؤلات مهمة تتمثل في:- من هم القائمون على افتداء الأسرى؟ ما هي مواقف الحکومات الأوروبية تجاه أسراهم؟ وکيف کانت تتم عملية افتداء الأسرى؟ وعلى أي أساس کانت تتم عملية افتدائهم؟ وهل کان بمقدور کل أسير أوروبي افتداء نفسه؟ وما هو الدور الذي لعبته المنظمات الخيرية والاتفاقيات الدولية وغيرها في فک أسراهم؟ ولما کان بحثي هذا يتناول موضوع جهود الأوروبيين المرتبط ارتباطا وثيقا بافتداء الأسرى، فلا بد لنا من معرفة حقيقة مفتدي الأسرى من حيث التعريف بهم. وقد عرف مفتدو الأسرى بهذه التسمية (Redemptoristes) والمشتقة من کلمة Redempteur التي أطلقها المسيحيون على - المسيح عيسى عليه السلام - الذي افتدى البشرية وخلصها من الخطايا والذنوب في معتقدهم. وعليه فکلمة Redemption معناها الخلاص والافتداء. أما Redemptoristes فتطلق على جماعات دينية مسيحية من القساوسة[(*)] والأساقفة[(**)] ينتمون إلى تنظيمات وطوائف دينية تأسس أغلبها في العصر الوسيط. کما يطلق عليهم أيضا ”اسم الآباء المخلصين المفتدين” Reres Redempteurs
Databáze: OpenAIRE