لغة الخطاب الإعلامي المعاصر- الواقع والمأمول
Autor: | null ا.د.عبدالله عبده أحمد طالب, null د.هدى أحمد عبدالله الحمزي |
---|---|
Rok vydání: | 2022 |
Zdroj: | journal of the college of basic education. 5:362-383 |
ISSN: | 2706-8536 1815-7467 |
DOI: | 10.35950/cbej.v5isi.5758 |
Popis: | مع الانتشار الواسع لوسائل الإعلام، وتنوع قنواته ومنابره ووسائطه استصحب بهبوط لدى مقدمي البرامج أنتهى بالأمر إلى ضعف اللغة العربية، وهيمنة اللهجات العامية المحلية عليها، وقد ترتب على هذا الوضع الذي وصلت إليه اللغة العربية أن دخلت عصر الإعلام الواسع والانتشار وهي تعاني من ضعف المناعة، مما أدى إلى هجوم مكتسح وغزو جارف لما يطلق عليه (لغة الإعلام) على الفصحى فوقع تداخل بين اللغة الفصحى والعامية، نتج عنه لغة ثالثة هجينة، واللغة الثالثة هذه التي صارت لغة الإعلام المعتمدة هي منزلة بين المنزلتين، فلا هي اللغة الفصيحة في قواعدها ومقاييسها وأبنيتها وأصولها، ولا هي لغة عامية لا تلتزم قيوداً ولا تخضع لقياس ولا تسري عليها أحكام، والخطورة تكمن في أنها تحل محل الفصحى، وتنتشر بما هي عليه من ضعف وفساد، وتكتسب هذه اللغة الشرعية ويخلو لها المجال فتصير هي لغة الفكر والأدب والفن والإعلام والإدارة أي لغة الحياة. بالإضافة إلى فشوء المفردات الأجنبية في ثنايا الخطاب الموجه للجمهور العربي، بل لقد غدت هذه المفردات عناوين لبرامج مشهورة وأسماء لمحطات واسعة الانتشار في الأقطار العربية. كذلك أسماء لكثير من المحلات التجارية والأسواق العامة والمدارس والجامعات والمستشفيات تحمل أسماء أجنبية للتباهي والتفاخر ، وشيوع الأخطاء في اللغة العربية وفشوء اللحن على ألسنة الناطقين بها والتداول الواسع للأقيسة والتراكيب والصيغ والأساليب التي لا تمت بصلة إلى الفصحى. وهذا يتطلب منا أن نقف على حقيقة الوضع اللغوي في الخطاب الإعلامي المعاصر، في هذه المرحلة الحافلة بالمتغيرات الإقليمية والدولية. وليس من المبالغة في شيء في ضوء ذلك قولنا إن هذا الوضع خطير بالمقاييس جميعاً، أو بالمعاني كلها، ومن عدة وجوه، ولكن هذه الخطورة لا تمنع من معالجة الخلل وتطهير البيئة اللغوية في الخطاب الإعلامي من التلوث، وإفساح المجال أمام تنمية لغوية يعاد فيها الاعتبار إلى الفصحى وتستقيم فيها حال اللغة والارتقاء بلغة الخطاب الإعلامي في وسائل الإعلام، وقد هدف هذا البحث إلى عرض الواقع الذي تعيشه لغة الخطاب الإعلامي ومظاهر تأثره وصوره بالإضافة إلى تقديم رؤية منهجية يمكن من خلالها الارتقاء بلغة الخطاب الإعلامي في مستقبلها المأمول . |
Databáze: | OpenAIRE |
Externí odkaz: |