الإمام الحافظ أبي العز محمد بن الحسين بن بُندار الواسطي القلانسي (ت521هـ)،وجهوده في علم القراءات القرآنية

Rok vydání: 2019
Zdroj: لارك. :306-320
ISSN: 2663-5836
1999-5601
Popis: أصبحت واسط بعد تمصيرها من المراكز الثقافية المهمة في العالم الإسلامي لتدريس القرآن الكريم وعلومه المختلفة، وكانت لا تقل أهمية ونشاطاً عن بغداد في هذا الجانب العلمي، فقد برز فيها عدد من القراء الكبار كانوا على جانب كبير من المعرفة بقراءة القرآن الكريم وعلومه، الذين قرأوا القرآن الكريم في هذه المدينة ثم رحلوا في طلبه إلى بلاد كثيرة، وتصدر بعضهم لإقرائه هناك وتتلمذ عليهم عدد من القراء في تلك البلدان ثم عادوا إلى واسط، وتصدروا لإقراء القرآن الكريم، وقد اعتمد هؤلاء القراء القراءات السبع، والقراءات العشر في قراءاتهم، وقد نال هولاء القراء منزلة علمية وشهرة واسعة، فشد إليهم الرحال عدد من طلبة العلم من شتى أنحاء العالم الإسلامي للقراءة عليهم والحصول على إجازاتهم العلمية. وقد بلغ بعضهم من سعة العلم والمعرفة بعلم القراءات أنَّهم ألفوا كتبا في ذلك اعتمدها القراء في تدريسهم بواسط ومدن أخرى، ويدل هذا على أنَّ علماء هذه المدينة قد أسهموا في هذا العلم إلى جانب العلماء المسلمين الذين اهتموا فيه. ومن كبار القراء في هذه المدينة الشيخ أبو العز محمد بن الحسين بن بُندار الواسطي المعروف بالقلانسي، ولد سنة خمس وثلاثين وأربعمئة من الهجرة في واسط وتعلم وعلَّم فيها، وتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمئة من الهجرة، الذي كان بصيراً بالقراءات وعللها وغوامضها، عارفاً بطرقها عالي الإسناد، وهو أحد الأئمة الأعيان في علوم القرآن الكريم، وقد لقب بــ(مقرئ العراق). ومِمَّا يدل على سعة علمه ومعرفته بعلم القراءات أنَّه ألَّف في ذلك كتاب((الإرشاد في قراءة العشر))، وكتاب((الكفاية))،وقد أشار ابن الجزري إلى أنَّه قرأ هذين الكتابين ودرسهما، وكذلك أشارت المصادر إلى أنَّه ألَّف كتباً أخرى هي:((إرشاد المبتدي وتذكرة المنتهي في علم القراءات))،وكتاب((التبصرة))،وكتاب((اختلاف القراء)). ويهدف بحثنا هذا إلى التعريف بعلم القراءات القرآنية، والتعريف بأبي العز محمد بن الحسين بن بُندار القلانسي الواسطي، وبيان مكانته العلمية، والتعريف بكتابيه(الإرشاد)و(الكفاية)، وبيان مكانتهما بين كتاب القراءات القرآنية. ولأجل الوصول إلى هذا الهدف قسم البحث على ثثة مباجث رئيسة، هي: المبحث الأول: وقد جاء بعنوان:((القراءات القرآنية))مفاهيم ودلالات، وقد تضمن الإشارة إلى بيان مفهوم القراءة في اللغة والاصطلاح، والفرق بين القرآن والقراءات. والمبحث الثاني: وقد جاء بعنوان:((التعريف بمحمد بن الحسين بن بُندار))،وقد تناولنا في هذا المبحث التعريف بابن بُندار من جهة اسمه ونسبه، وولادته، ومذهبه الفقهي، وأخلاقه، وشيوخه، وتلامذته، وآثاره، ووفاته. والمبحث الثالث: وقد جاء بعنوان:((التعريف بكتابي الكفاية والإرشاد في القراءات))، وقد تناولنا في هذا المبحث التعريف بكتابي ابن بندار الكفاية، والإرشاد، ومنهج المؤلف فيهما، وأهميتهما.
Databáze: OpenAIRE